موقع نجوم بلس ينقل لكم أحدث الأخبار لحظة بلحظة من مصادر موثوقة، مع تغطية شاملة لمختلف المجالات لضمان وصول المعلومات إليكم بدقة وشفافية. تابعونا لمعرفة التفاصيل أولًا بأول.
في تحذير طبي جديد أثار قلق الأوساط العلمية، كشفت دراسة تحليلية عالمية شملت بيانات طبية لحوالي 200 مليون شخص أن استهلاك الماريجوانا قد يضاعف خطر الوفاة بسبب أمراض القلب والسكتة الدماغية، حتى لدى الشباب الذين لا يعانون من أي مشكلات قلبية سابقة.
وطبقا لشبكة سي إن إن الأمريكية فالدراسة، التي نُشرت في مجلة Heart الطبية المتخصصة، حللت بيانات من ست دول من بينها الولايات المتحدة وفرنسا وكندا وأستراليا ومصر والسويد، وامتدت من عام 2016 حتى 2023، لتشكل بذلك إحدى أوسع الدراسات التي تناولت العلاقة بين القنب وتأثيره على الجهاز القلبي الوعائي.
أخبار ذات صلة:
علاج جديد بالخلايا الجذعية ..شفاء 10 مرضى من السكري النوع الأول
دواء جديد للتخسيس يُحدث نقلة نوعية في علاج السمنة
دراسة: 6 نصائح طبية للحفاظ على الأسنان مدى الحياة
الماريجوانا خطرٌ يهدد الشباب
ووفقًا للدكتورة إميلي جوانجوس، أستاذة الصيدلة في جامعة تولوز الفرنسية والمشرفة الرئيسية على الدراسة، فإن ما أدهش الباحثين هو أن معظم من تم إدخالهم إلى المستشفى نتيجة مضاعفات قلبية مرتبطة باستخدام القنب، كانوا من فئة الشباب، ولا يحملون في تاريخهم الطبي أي مؤشرات على أمراض القلب أو عوامل الخطر المعروفة مثل التدخين.
وتقول جوانجوس: “هذا الاكتشاف ينسف تمامًا الفرضية الشائعة بأن الماريجوانا أكثر أمانًا من التبغ أو أقل خطرًا على الصحة العامة، خصوصًا على القلب”.
أرقام مقلقة: زيادة خطر النوبات والسكتات بسبب الماريجوانا
أظهرت نتائج التحليل أن استخدام القنب مرتبط بزيادة احتمال الإصابة بالنوبات القلبية بنسبة 29%، والسكتات الدماغية بنسبة 20% مقارنة بغير المستخدمين، فيما ارتفعت احتمالات الوفاة من الأمراض القلبية إلى الضعف تقريبًا.
الدكتورة لين سيلفر، أستاذة علم الأوبئة والإحصاء الحيوي بجامعة كاليفورنيا – سان فرانسيسكو والمستشارة بمؤسسة الصحة العامة الأمريكية، وصفت النتائج بأنها “ناقوس خطر لا يمكن تجاهله”، مؤكدة أن “الوقت قد حان لإعادة النظر جذريًا في كيفية تعاملنا مع ملف الماريجوانا طبيًا وتشريعيًا”.
وأضافت: “مرض القلب هو السبب الأول للوفاة في العالم، ولا يمكن أن نتعامل مع الماريجوانا كمسألة ترفيهية أو علاجية دون توعية شاملة بمخاطرها المحتملة، وخاصة القلبية منها”.
مخاطر الماريجوانا
رغم أن الدراسة لم تحدد أشكال استهلاك الماريجوانا (سواء تدخينًا أو استنشاقًا أو عبر الأطعمة والمشروبات)، فإن التحليلات الوبائية تشير إلى أن الغالبية العظمى من المستخدمين يدخنون القنب، وهو ما قد يضاعف الخطر.
ويقول الباحثون إن استنشاق الدخان الناتج عن حرق الماريجوانا يؤدي إلى استنشاق مركبات سامة ومسرطنة وجزيئات دقيقة تضر الأوعية الدموية وتزيد من تجلط الدم، وهو ما يحدث أيضًا مع التبغ.
ولم تتوقف المفاجآت عند هذا الحد؛ ففي دراسة موازية نُشرت في مايو 2025، تبين أن استهلاك الماريجوانا عن طريق الأطعمة المحتوية على “تي إتش سي” (المادة الفعالة) يؤثر كذلك على القلب بشكل ملحوظ، إذ أظهرت نتائج الدراسة أن أداء الأوعية الدموية انخفض بنسبة 56% لدى مستهلكي المأكولات المخدّرة، مقارنة بـ42% فقط عند المدخنين، وبدون استخدام لدى الفئة المرجعية.
اللافت أن الدراسة لم تتمكن من رصد تركيز “تي إتش سي” في المنتجات المستهلكة، وهو أمر محوري، حيث أشارت الدكتورة سيلفر إلى أن “سوق القنب التجاري يتغير بسرعة، ويزداد تركيزه بشكل خطير”، لافتة إلى أن بعض المنتجات اليوم تحتوي على ما يتجاوز 80% إلى 99% من المادة الفعالة، مقارنة بـ5% فقط في منتجات السبعينات.
هذا التركيز المرتفع لا يؤدي فقط إلى مشكلات قلبية، بل يرفع معدلات الإدمان بشكل كبير. ووفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض الأمريكية، فإن 3 من كل 10 مستخدمين للقنب يعانون من “اضطراب استخدام القنب”، وهي التسمية الطبية للإدمان.
وتحذر سيلفر: “المنتجات الحالية أقوى بمراحل من تلك التي عرفها الناس قبل عقود، ومعها تزداد حالات الذهان، والهلاوس السمعية والبصرية، وحتى حالات القيء القهري”.
وتختتم سيلفر قائلة: “إذا كنتَ فوق الستين، ولديك تاريخ من أمراض القلب أو عوامل خطر مثل السكري أو ارتفاع الضغط، فعليك أن تُعيد التفكير تمامًا قبل تعاطي القنب لأي غرض، حتى لو كان لأجل النوم أو تخفيف الألم”. وتضيف: “رأيت بنفسي مرضى يعانون من ذبحات صدرية وسكتات لا يعلمون أن سببها قد يكون ما يظنون أنه علاج طبيعي”.