العين تكشف ارتفاع الكوليسترول: القاتل الصامت الذي يهدد القلوب في صمت – نجوم بلس

يعد ارتفاع الكوليسترول في الدم من أخطر المشكلات الصحية الصامتة التي تواجه الأفراد حول العالم، خاصةً أنه غالبًا ما يتسلل دون أعراض واضحة، مما يجعله أكثر خطورة على صحة القلب والأوعية الدموية. ويشير الأطباء إلى أن الكوليسترول المرتفع يُعد من أبرز العوامل التي تؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب التاجية، النوبات القلبية، والسكتات الدماغية، إذا لم يُكتشف في الوقت المناسب.

وبحسب تقارير طبية حديثة، فإن فئات معينة تكون أكثر عرضة للإصابة، من بينها الرجال، والأشخاص فوق سن الخمسين، كما تتضاعف الخطورة إذا ترافقت العوامل الجينية مع نمط حياة غير صحي. فإلى جانب التقدم في السن، تلعب العادات اليومية دورًا حاسمًا في زيادة مستويات الكوليسترول الضار في الجسم.

العادات التي ترفع الكوليسترول دون أن تدري

تتضمن أبرز العوامل المسببة لارتفاع الكوليسترول: الإفراط في تناول الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة، مثل المقليات، الزبدة، واللحوم المصنعة، إلى جانب قلة النشاط البدني، والتدخين، وتناول الكحول. وفي بعض الحالات، لا يكون السبب نمط الحياة، بل يرجع إلى أسباب وراثية، مثل حالة “فرط كوليسترول الدم العائلي”، وهي اضطراب جيني يمنع الكبد من معالجة الكوليسترول بشكل طبيعي.

هذا النوع الوراثي يرفع بشكل ملحوظ مستويات الكوليسترول في الدم منذ الطفولة، وقد يؤدي إلى مضاعفات مبكرة في القلب إذا لم يتم اكتشافه في الوقت المناسب.

مؤشرات جسدية قد تكشف الخطر

ورغم أن ارتفاع الكوليسترول غالبًا ما يكون دون أعراض، إلا أن هناك بعض العلامات التي قد تشير إلى وجود مشكلة، منها:

ترسبات صفراء حول العينين تُعرف بـ”الزانثلاسما”.

حلقة شاحبة بيضاء تحيط بقزحية العين وتُسمى “قوس القرنية”.

تورمات دهنية على المفاصل تُعرف بـ”ورم الأوتار الأصفر”، وتظهر عادة في الركبتين أو مفاصل الأصابع.

وهي علامات ينبغي عدم تجاهلها، خاصةً إذا ترافق ظهورها مع تاريخ عائلي من أمراض القلب.

الوقاية تبدأ بالفحص.. والحركة تغيّر المعادلة

يوصي الخبراء بضرورة إجراء فحص دوري لمستويات الكوليسترول، لا سيما لمن تجاوزوا الأربعين، أو يعانون من زيادة الوزن، أو لديهم تاريخ عائلي بأمراض القلب. وتوفر بعض الصيدليات هذا الفحص السريع، إلى جانب العيادات الطبية المتخصصة.

أما من ناحية الوقاية، فتوصي مؤسسة القلب البريطانية (BHF) باتباع نمط حياة نشط، إذ تساهم التمارين الرياضية المعتدلة مثل المشي السريع، صعود الدرج، أو اليوغا في نقل الكوليسترول الضار من مجرى الدم إلى الكبد حيث يُعاد تدويره أو يُطرح خارج الجسم.

يلعب النظام الغذائي دورًا محوريًا في خفض الكوليسترول. وينصح المختصون بالابتعاد عن الأطعمة الغنية بالدهون الحيوانية والمهدرجة، مثل الفطائر، الزبدة، النقانق، الجبن الصلب، والحلويات الجاهزة. كما يجب الحذر من الزيوت المشبعة مثل زيت النخيل وزيت جوز الهند، والبحث عن بدائل صحية كالزيوت النباتية غير المشبعة، والفواكه، والخضراوات، والحبوب الكاملة.

من بين أكثر الإجراءات تأثيرًا في تحسين صحة القلب وتقليل الكوليسترول، الإقلاع عن التدخين، الذي يبدأ بتحقيق فوائد صحية واضحة خلال أيام. ووفق الدراسات، فإن خطر الإصابة بأمراض القلب ينخفض بمقدار النصف بعد عام واحد من التوقف عن التدخين.

 الكوليسترول المرتفع ليس قدرًا محتوماً، بل يمكن السيطرة عليه من خلال الوعي، الفحص المنتظم، وتبني نمط حياة صحي. فالوقاية لا تتطلب تغييرات جذرية بقدر ما تتطلب التزامًا مستمرًا بخيارات صحية بسيطة، لكنها فعالة.