موقع نجوم بلس ينقل لكم أحدث الأخبار لحظة بلحظة من مصادر موثوقة، مع تغطية شاملة لمختلف المجالات لضمان وصول المعلومات إليكم بدقة وشفافية. تابعونا لمعرفة التفاصيل أولًا بأول.
قفزة طبية غير مسبوقة قد تعيد رسم مستقبل علاج مرض السكري من النوع الأول، أعلنت شركة “فيرتكس فارماسيوتيكلز” الأميركية عن نتائج تجربة سريرية واعدة تكشف عن إمكانية الشفاء التام من المرض لدى نسبة كبيرة من الحالات المستعصية، وذلك من خلال علاج جديد يعتمد على الخلايا الجذعية يُعرف باسم “زيميسليسل”.
وطبقا لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، فالتجربة التي تم تقديم نتائجها رسميًا خلال المؤتمر السنوي للجمعية الأميركية للسكري، ونُشرت بالتوازي في مجلة “نيو إنجلاند جورنال أوف ميديسن”، أظهرت أن 10 من أصل 12 مريضًا خضعوا للعلاج توقفوا بالكامل عن استخدام الأنسولين بعد مرور عام واحد فقط. أما المريضان الآخران، فقد شهدا انخفاضًا كبيرًا في كميات الأنسولين المطلوبة يوميًا.
العلاج بالخلايا الجذعية أمل في مواجهة مرض السكري
يعتمد العلاج التجريبي على تحويل خلايا جذعية إلى خلايا جُزر البنكرياس (islet cells)، وهي المسؤولة عن تنظيم مستويات الجلوكوز في الدم. وبعد معالجتها مخبريًا، يتم زرع هذه الخلايا في كبد المريض عبر الحقن، حيث تستقر وتبدأ في أداء وظائفها الحيوية بإنتاج الأنسولين بشكل طبيعي.
أخبار ذات صلة:
دراسة طبية: تدخين حشيشة الماريجوانا قد يضاعف خطر الوفاة بأمراض القلب والسكتات الدماغية
دواء جديد للتخسيس يُحدث نقلة نوعية في علاج السمنة
دراسة: 6 نصائح طبية للحفاظ على الأسنان مدى الحياة
هذا التطور يشكل ثورة علاجية، ليس فقط من حيث نتائجه المباشرة، بل في الأثر النفسي والاجتماعي طويل الأمد، إذ أن التحرر من حقن الأنسولين اليومية يمثّل تحولًا جذريًا في حياة المرضى.
الدكتور مارك أندرسون، أستاذ السكري ومدير مركز السكري بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، علق على النتائج قائلاً:
“هذا العمل يُعد طفرة في علاج السكري. أن تعيش دون الحاجة إلى الأنسولين هو تغيير شامل في نمط الحياة، وفي جودة الحياة نفسها.”
المعركة اليومية مع مرض السكري
يعاني مرضى السكري من النوع الأول من تدمير مناعي ذاتي لخلايا بيتا المنتجة للأنسولين، مما يحتم عليهم الاعتماد على جرعات محددة ودقيقة من الأنسولين للحفاظ على توازن الجلوكوز في الدم. وتزداد المعاناة بالنسبة لمن يعانون من مضاعفات مثل “فقدان الإحساس بنقص السكر”، وهي حالة خطيرة تؤدي إلى فقدان الوعي أو الوفاة دون سابق إنذار.
الدكتور تريفور رايخمان، مدير برنامج زراعة البنكرياس والخلايا الجزرية في مستشفى “يونيفيرسيتي هيلث نتوورك” بمدينة تورنتو، وأحد الباحثين الرئيسيين في الدراسة، وصف معاناة هؤلاء المرضى بقوله:
“إنهم يعيشون في خوف دائم، يتابعون مستويات السكر كل لحظة، ويفكرون قبل كل وجبة أو تمرين… هذه الحياة شديدة القسوة.”
علاج السكري نتائج تدريجية وسريعة التأثير
من خلال متابعة دقيقة لحالات المشاركين، تبيّن أن معظمهم بدأوا في تقليل جرعات الأنسولين خلال الأشهر الأولى من العلاج، بينما توقفوا عنها تمامًا بعد نحو ستة أشهر، مما يشير إلى سرعة تأقلم الجسم مع الخلايا الجذرية المزروعة.
ورغم النجاح اللافت، ما تزال هناك تساؤلات مفتوحة حول مدى فاعلية العلاج في حالات أخرى، خصوصًا أن الدراسة شملت 12 مريضًا فقط يعانون من الشكل الأكثر شدة من المرض. وقد أكدت شركة “فيرتكس” أن العلاج لم يُعتمد رسميًا بعد، وأنه لا يزال يخضع لمراحل تقييم صارمة من قبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية.
الشركة أيضًا لم تفصح بعد عن تكلفة العلاج المتوقعة، وهو ملف سيحمل تحديات اجتماعية واقتصادية كبيرة عند إطلاقه، في ظل التفاوت في نظم التأمين الصحي حول العالم.
العلاج بالخلايا الجذعية خطوة نحو إنهاء معاناة الملايين
يُذكر أن هناك أكثر من مليوني شخص في الولايات المتحدة وحدها يعانون من النوع الأول من السكري، وتزداد التحديات المرتبطة بعلاجه، خاصة في الفئات العمرية الشابة التي تحتاج إلى التعايش مع المرض مدى الحياة.
ومع أن الطريق نحو تعميم العلاج لا يزال طويلاً، إلا أن النتائج الحالية تمنح الأمل بتحول جوهري في مسار مرض لطالما عُدّ من الأمراض المزمنة المستعصية.
النتائج التي حققها علاج “زيميسليسل” تمثل أكثر من إنجاز طبي؛ إنها بداية عهد جديد في مواجهة السكري من النوع الأول، عبر نهج علاجي جذري لا يقتصر على تخفيف الأعراض بل يستهدف مصدر الخلل البيولوجي في الجسد. وإذا استمرت النتائج الإيجابية بنفس الوتيرة خلال التجارب الموسعة المقبلة، فإن المرضى على موعد مع عصر لا يحتاجون فيه إلى الأنسولين… ولربما إلى ذكرياتهم القديمة مع المعاناة فقط.
